غسان مراد

رسالتي هذه لك لاسالك عن التين والعنب والصبير,... عن القمح... والبيادر...

عن “زيتونات” الوادي وكرم" العريض"

عن جبل “الباط”,

وترابك الاحمر- الزرع ينبت في ارضك, كما يقال : “على بعل”

فترابك يختزن الخير حنانا ويعطيه بركة...

اود ان اسالك عن العنيسة والمحافر

وبركة الضيعه

وعن احياء الدبشة وبير ناصر والقلعة

عن الكيلو تسعه

والخانوق, الواقع بين جبلي كحيل والعريض,

الذي توج اسمك بمعركة عادلة...

اود ان اقول لك بانك سخية, معطاءة...

دائما حتى الشهادة,

وما زلت

اذكرك بانك ثائرة, يا من سجلت اول انتفاضة, انتفاضة التبغ

عيثرون انت لغة ولهجه, ماء وتبغ, وامهات

اخاف عليك من “صيبة العين”

من حسد الاخرين : عواصم العرب

اسمك يردد في كل مكان, وعلى كل لسان

في اللومند, والفيغارو, الاندبندينت وواشنطن بوست

في نشرات الاخبار...

عيثرون انت التاريخ

تاريخ التأريخ

ففي الكتب, لن نتكلم فقط عن حطين والفتوحات...

عن معارك اوستارليتز و واترلو...

بل سنحكي عن معركة عيثرون

عندما يتحدث عنك العثرونيون لا يلفظون اسمك

بل يقولون “بلدنا”

فترادفتا الكلمتان: “عيثرون” و “بلدنا”

اود ان اطمأنك:

مهما دمروا ونسفوا ونبشوا وقصفوا وخربوا وأغتصبوا

لن يستطيعوا ان يمسوا ارادتك - لقد صمدت في كل الحروب -

وليعلموا بان البيوت ستبنى...

سينبت القمح

وسنزرع “الصحاري”

سنقيم الاعراس...

وسيولد سعيد, وخليل, وليلى...

وستجلس الحاجات على مصطبة الدار

وستعود نجلاء لتفرش الدار وردا وحبق

وسننشر الغسيل...

وسنرفع رايتك على شتلة تبغك

الواقفة دائما, كما انت واقفة, حتى عندما تيبس

فلا تخافي على حبنا لك, رغم الفراق,

فالحب السعيد ليس له تاريخ