Home > Rubriques > Languages - International > English > “Syria’s crisis is leading us to unlikely bedfellows”

Si nauséabond mais si possible que : “à vous de juger” (ndlr)

“Syria’s crisis is leading us to unlikely bedfellows”

Mercredi, 22 février 2012 - 7h44 AM

Wednesday 22 February 2012

============================================

http://www.telegraph.co.uk/news/worldnews/middleeast/syria/9090324/Syrias-crisis-is-leading-us-to-unlikely-bedfellows.html

"By Peter Oborne <http://www.telegraph.co.uk/comment/...> 9:00PM GMT 18 Feb 2012

David Cameron and William Hague are at risk of over-simplifying a dangerous and complex situation.

When two car bombings killed nearly 50 people in the heart of the Syrian capital of Damascus just before Christmas, we in the West were quick to challenge claims made on state TV that the atrocities had been carried out by al-Qaeda. We were inclined to award more credibility to the Syrian rebels, who denied that the terror group was involved at all, and insisted that the attacks had been cynically staged by the government, perhaps as a bid for international sympathy.

However, all doubt ended last week when James Clapper, director of US national intelligence, informed the Senate Armed Services Committee that the Damascus bombings had all the earmarks of an al-Qaeda attack . Mr Clapper added that we believe al-Qaeda in Iraq is extending its reach into Syria . So, it s official. Al-Qaeda is acknowledged as an ally of Britain and America in our desire to overturn the Syrian government.

Think about it. Ten years ago, in the wake of the destruction of the Twin Towers, we invaded Afghanistan to eliminate al-Qaeda. Now the world s most notorious terror organisation wants to join a new coalition of the willing in Syria (not just al-Qaeda: yesterday the Muslim group Hizb ut-Tahrir staged a march through west London in support of their Syrian brothers and the establishment of the Khilafah state).

This may be the most profound turnaround in global politics since the Molotov-Ribbentrop pact of 1939 converted Soviet Russia and Nazi Germany from bitter enemies into allies and it is important to understand that the affinity of interests between al-Qaeda and the West extends far beyond Syria. Britain, the United States and al-Qaeda also have a deep, structural hostility to President Assad s biggest sponsor, Iran.

This may be the most profound turnaround in global politics since the Molotov-Ribbentrop pact of 1939 converted Soviet Russia and Nazi Germany from bitter enemies into allies and it is important to understand that the affinity of interests between al-Qaeda and the West extends far beyond Syria. Britain, the United States and al-Qaeda also have a deep, structural hostility to President Assad s biggest sponsor, Iran.

Like al-Qaeda, we are interested in undermining Hamas in Gaza and Hezbollah in the Lebanon. In Libya, David Cameron and Nicolas Sarkozy threw their weight behind the destruction of Gaddafi s government and its replacement by a new regime which reportedly embraces al-Qaeda-connected figures. We and the terror group have come to share the same hostility to the Iraqi prime minister Nouri al-Maliki, and for very much the same reason: we both agree that he takes his orders from Tehran.
Let s consider for a moment one of the most glaring hypocrisies of American foreign policy: the differential treatment between Saudi Arabia and Pakistan. Washington never ceases to complain about the connection between the Pakistani intelligence services and the Taliban. But we never hear a whisper of concerns about the connection between Saudi intelligence and Salafi movements across the Middle East, of which al-Qaeda is the best known offshoot.
Read more at the link above..

أميركا اعترفت بـ«القاعدة» في سوريا... هل يرتاح النظام؟

سامي كليب-

لو أن وزير الداخلية السوري أراد توصيف السلاح والمسلحين في سوريا لما تحدث بأفضل مما قاله مدير الاستخبارات القومية الأميركية جيمس كلابر آخر الأسبوع الماضي. أكد جيمس كلابر أن «تفجيرات حلب ودمشق تحمل بصمات القاعدة، وان القاعدة اخترقت المعارضة السورية المنقسمة، وان النظام قادر على الاحتفاظ بالسلطة في الوقت الحالي».

وبعد كلابر، كان تصريح آخر ومماثل لرئيس الأركان المشتركة للجيوش الأميركية الجنرال مارتن دمبسي. قال الجنرال مارتن دمبسي لشبكة «سي أن أن» :«هناك مؤشرات على أن القاعدة مشاركة وأنها مهتمة بدعم المعارضة، وحتى تكون لدينا رؤية أوضح بكثير عن هؤلاء المعارضين وطبيعتهم، أعتقد أنه من السابق لأوانه الحديث عن تسليحهم»، مضيفا «إن التدخل في سوريا سيكون أمراً صعباً، لان عدة عناصر دولية تلعب دوراً فيها مثل تركيا وروسيا وإيران».

ثمة قلق أميركي يتفاقم من الظاهرة السلفية في سوريا. يشعر أصحاب القرار الأمني في واشنطن بأن السلفيين صاروا يتصدرون المشهد الأول في الشارع السوري. لو استمر الملتحون في احتلال الشوارع والمشهد السياسي والأمني، فإن القلق الأميركي مرشح لتغيير مجرى الأمور. صعب على واشنطن القبول بسيطرة السلفيين على الحكم في سوريا، ومن الصعب عليها أكثر القبول بتشكيل طوق سلفي - قاعدي مسلح حول إسرائيل. والجميع يدرك أن السلاح صار يقضم مواقع المعارضة السياسية وقد يساهم بالقضاء عليها.

اقترب العقل الأمني الأميركي من العقل الروسي. صار البحث عن طريق ثالث ضروري. تبين أن إسقاط النظام بالقوة لا يزال صعباً بعد 11 شهراً من الأزمة السورية. أظهرت المعارضة السورية عجزاً كبيراً عن توحيد صفوفها. قال هيثم مناع منتقداً الأطراف الأخرى في المعارضة «إذا حوّلت المعارضة السورية اعتراضها إلى معركة عسكرية فسيصبح احتمال الخسارة والربح احتمالاً عسكرياً، وغداً إذا لم يعد هناك تظاهرات مسلحة وصارت معركتنا عسكرية فمن سيربح المعركة العسكرية سنرضخ له». قال رئيس هيئة التنسيق الوطنية السورية في المهجر ذلك وهو يراقب عن كثب تقدم الجيش السوري صوب بابا عمرو وحمص وادلب. صاح ميشال كيلو قبل أيام قائلا: «هل يمكن حقا أن تنجح ثورة لا عقل لها أو قتلت عقلها المحرمات».

روسيا: ضوء عسكري أخضر

المعلومات المتوفرة والموثوقة تؤكد أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لم يحدد سقفاً زمنياً لنهاية العملية العسكرية. قيل العكس تماما، إن الوزير الروسي الذي التقى الرئيس بشار الأسد في دمشق قبل أيام، أكد على الضوء الأخضر الروسي للعملية العسكرية شرط أن تترافق مع انفراجات سياسية. استمر الجيش السوري في عمليته، وأعلن الأسد عن الاستفتاء على الدستور، وقريباً سيجري حديث كثير عن حزب البعث ومؤتمره العتيد، وقد يحكى عن تغيير حكومة أو انتخابات قريبة.

بعد لافروف استقبل الأسد نائب وزير الخارجية الصيني تشاي جون. قالت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» بعد الزيارة : «هناك أمل في حل الأزمة السورية سلميا بالحوار بين المعارضة والحكومة». لم يأت الكلام من عدم. كان المسؤول الصيني تماما كعدد من المسؤولين الروس قد التقى معارضين سوريين. رفع الصينيون تحذيرهم درجة أعلى بعد أن غادر المبعوث الصيني دمشق. قالت صحيفة «الشعب» الناطقة باسم الحزب الشيوعي الصيني «لو استمرت الدول الغربية في دعم قوات المعارضة السورية، فقد تندلع حرب أهلية»، موضحة «أن موقف الصين هو دعوة الحكومة والمعارضة والمسلحين لوقف العنف فوراً».

ترافقت الزيارتان الروسية والصينية مع كلام عن طائرات أميركية من دون طيار في أجواء سوريا. ترافقتا أيضا مع تأكيد وصول سفينتين حربيتين إيرانيتين إلى ميناء طرطوس السوري عابرتين قناة السويس. وترافقتا كذلك مع إعلان وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي بأن مدينة اسطنبول التركية ستستضيف الجولة المقبلة من محادثات إيران مع مجموعة «5+1». سبق ذلك تبادل رسائل بين كبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي والممثلة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون. شكرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إيران على رسالتها الأخيرة بشأن التفاوض. قالت: «نحن نعتقد أن هذه الخطوة مهمة للغاية، ونحن ممتنون لهذا الخطاب».

أعطت الوزيرة الأميركية إشارة حول شروط الصفقة الممكنة مع طهران. أكدت أن على الإيرانيين «إظهار استعدادهم للعمل وتقديم تنازلات لكي نحصل على نتيجة. ويجب عليهم الوفاء بالتزاماتهم على الصعيد الدولي».

إيران بين الحرب والصفقة

كانت كلينتون تقول كل ذلك مع أشتون، بينما كان مستشار الأمن القومي الأميركي طوم دونيلون ورئيس الاستخبارات القومية الأميركية جيمس كلابر يلتقيان خلال اليومين الماضيين كبار القيادات السياسية والعسكرية في إسرائيل لثنيها عن القيام بمغامرة عسكرية ضد إيران.

قال رئيس أركان الجيوش الأميركية «إن ضربة إسرائيلية لن تحقق الأهداف البعيدة المدى وتساهم في عدم الاستقرار في المنطقة وتكون خطوة غير محسوبة». تبعه وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بتحذير مماثل. قال هيغ «إن أي إجراء عسكري من قبل إسرائيل ضد طهران لن يكون تصرفا حكيما ويجب إعطاء فرصة حقيقية للعقوبات الاقتصادية والمفاوضات لإقناع طهران بالتخلي عن طموحاتها النووية».

الحركة الأميركية في المنطقة والممتدة من إسرائيل إلى اليمن لها 3 أهداف، أولها حماية إسرائيل وإقناعها بالتروي في موضوع إيران، وثانيها مواصلة تطويق الثورات العربية للإفادة منها ومد خطوط مع إسلامييها، وثالثها الحد من انتشار القاعدة والتنظيمات السلفية في المنطقة. في كل هذه الملفات تلتفت أنظار الأميركيين إلى سوريا ومستقبلها.

المعلومات الموثوقة تؤكد أن الأميركيين، الذين سارعوا قبل 6 أشهر إلى مطالبة الأسد بالتنحي، يدركون اليوم أن إسقاط الرئيس بالقوة بات أمراً صعباً، وان الاعتماد على تنظيمات إسلامية سلفية أو «قاعدية» لتحقيق ذاك الهدف قد يصبح أخطر من النظام. يقول الأميركيون إنهم لم يتوقعوا أن تنتشر السلفية بهذه القوة في ليبيا وتونس ومصر، وأنهم ينظرون بعين القلق إلى تنامي التيار السلفي أيضا في الأردن، ويهابونه في اليمن، فكيف إذا سيطر السلفيون على سوريا، وأقاموا إمارات لـ«القاعدة» وغيرها؟

يدخل العامل الروسي بقوة على الخط. تبدو موسكو، أكثر من أي وقت مضى، حريصة على بقاء النظام السوري مع تشجيعه على المضي قدماً في الإصلاحات. يتبين من مقال رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين، الذي نشره أمس، أن التنافس مع الغرب ليس مسألة تكتيكية. يَعِد الرجل القوي لروسيا والمرشح الأكيد فوزه في الانتخابات الرئاسية بعد أقل من أسبوعين، بأن روسيا سوف تتسلح كما لم تفعل مطلقا في السابق. تحدث عن»صراعات جديدة محلية وإقليمية تندلع..». قال «نرى محاولات أخرى لإثارة نزاعات قرب حدودنا أو حدود حلفائنا»... لا شك بأن سوريا باتت حليفة قوية لموسكو وهي معنية بهذا الكلام.

حرب المصالح

تتقاطع في هذه اللحظة المفصلية مصالح الدول. تتراجع المبادئ قليلا لتفسح في المجال أمام توجهات جديدة. تقرر إيران أن يكون التفاوض مع الدول الغربية بشأن برنامجها النووي على أرضها. تحاول أن توسع إطار التفاوض ليشي بنوع من الصفقة الممكن عقدها. يذهب التفكير صوب سوريا والعراق ولبنان والمنطقة عامة. لم يعد ثمة مجال للكلام عن ملفات منفصلة. صعّدت طهران لهجتها بما فيه الكفاية في الآونة الأخيرة. هددت بإغلاق مضيق هرمز، وها هي ترسل سفنا حربية إلى طرطوس، وسط ضوء أخضر روسي وصيني واضح. مرت السفينتان في ميناء جدة ثم عبر قناة السويس. التحدي كان واضحاً. لا بد إذاً من توسيع إطار التفاوض. لن تقبل إيران بسقوط النظام السوري مهما بلغت التكاليف. يقول الإيرانيون إن النظام يواجه حرباً بدلا منهم، وان سوريا هي خط الدفاع الأول في الحرب على إيران.

وفي لغة المصالح، تحسم تركيا أمرها بشأن أنبوب الغاز مع روسيا. بات خط «ساوث ستريم» بديلاً لمشروع «نابوكو». طريق الغاز سيشق البحر الأسود باتجاه السوق الأوروبية، ويمر عبر المياه التركية وصولا إلى بلغاريا. التحالف الغازي التركي - الروسي يجعل أوروبا تحت رحمة الروس. يأتي الاتفاق بعد أسابيع قليلة على الغضبة التركية الكبيرة من فرنسا بسبب قانون تجريم إنكار مذابح الأرمن. يأتي أيضا فيما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يزور قبرص لاتفاقيات أمنية تمهد الطريق لصراع مرير في البحر الأبيض المتوسط حول اكتشافات الغاز. هل يعقل فصل المصالح الروسية في سوريا عن مصالحها في التنقيب عن الغاز؟ هل ستترك الأمر فقط للأميركيين والأوروبيين؟

في هذا المشهد الدولي والإقليمي المرتفع الحرارة بحراً وجواً ودبلوماسية، تعقد قمة إيرانية - باكستانية - أفغانية في إسلام أباد. يعلن رؤساء الدول الثلاث عزمهم على منع التدخل الخارجي في شؤون بلادهم. تمد إيران خطوطاً كثيرة مع مصر. تعلن رغبتها في ربط لبنان وسوريا والعراق بشبكة كهربائية تكون هي الأساس فيها. تقول كل ذلك وسط تكرار التصريحات حول الوقود النووي وأجهزة الطرد المركزي.

تتحرك الآلة المضادة. تصدر تقارير عن عزم دول غربية على الضغط لمصلحة المعارضة في إيران وروسيا قبيل انتخابات البلدين. تقع حوادث متعددة في كازاخستان في كانون الأول 2011. يقلق الروس من محاولات زعزعة الاستقرار في آسيا الوسطى. خلال 10 سنوات تم بناء 1500 مسجد في كازاخستان، وفي طاجكستان 19 مدرسة قرآنية تخرّج 400 عالم دين كل سنة. في أوزبكستان جماعة التبليغ تنادي بالخلافة الإسلامية. هذا ما قصده أيضا بوتين، في مقاله أمس، حين تحدث عن التهديدات. هو يدرك أن الدرع الصاروخية الأطلسية لا تقل خطورة عن الدرع الإسلامية.

يتحرك الروس في أكثر من اتجاه صوب تقوية تسريع خطى الاتحاد الاوراسي. تقرر منظمة معاهدة الأمن الجماعي، التي تضم كلا من روسيا وكازاخستان وبيلاروسيا وارمينا وطاجكستان وأوزبكستان وقرغيزيا، «منع أي وجود عسكري أجنبي في أراضي دول المنظمة إلا بموافقة جميع أعضائها». يتمدد المارد الروسي الجديد صوب دول بعيدة. يقيم سداً في مجلس الأمن أمام القرارات الغربية.

تحاول واشنطن تقليم أظافر الدور الروسي. يتقاطر مسؤولون أميركيون إلى تركيا بذريعة إحياء ذكرى تأسيس حلف شمال الأطلسي. يؤكد وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو على أهمية الحلف. تكشف صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية انه «في ظل تردي العلاقات بين تركيا وإسرائيل وفي ظل غياب مبادرة جديدة لحل الأزمة بينهما ستضطر إسرائيل إلى التخلي عن هذا الكنز الحيوي (الرادار المنصوب في تركيا). يأتي الكلام هذا بعد أن أوصلت أنقرة أكثر من إشارة قلق من تحركات نتنياهو في قبرص. تشعر إسرائيل بأن تركيا باتت تعاملها بكثير من الاعتداد بالنفس مذ سيطر الإخوان المسلمون على الكثير من الدول العربية.

ينتشر المبعوثون الأميركيون في الدول العربية. القلق كبير من نجاح النموذج الروسي في سوريا، والقلق أكبر من أن يستعيد تحالف إيران - سوريا - «حزب الله» مواقعه من العراق إلى لبنان.

كان إسقاط الأسد مخرجاً مهماً لكسر هذا التحالف. الآن تتغير الصورة. يطل شبح السلفية برأسه فتقلق أميركا. يكثر الكلام عن محاولات تقارب جديدة مع الروس، ولا بأس أن يكون الإيرانيون والأتراك حاضرين ومساهمين في إيجاد مخارج.

المعلومات الموثوقة تشير إلى أن رفع منسوب الكلام الأميركي عن «القاعدة» يمهد لشيء آخر. يجري الحديث عن سيناريوهات متعددة، أبرزها أن يجري اتفاق على المرحلة الانتقالية في سوريا بحيث يبقى النظام كما هو ويسلم الرئيس السلطة إلى مسؤول آخر من قلب النظام. ترفض روسيا هذا الاقتراح حتى الآن. وثاني السيناريوهات أن يبقى الرئيس وتتغير طبيعة النظام وتتوسع. يرفض الأميركيون والفرنسيون هذا الاقتراح، ذلك انه بات من الصعب جدا التراجع عن مبدأ تنحي الرئيس. يثار احتمال ثالث يقضي بحوار بين السلطة الحالية بقيادة بشار الأسد والمعارضة يؤدي إلى تفاهم حول حكومة وحدة وطنية ومرحلة انتقالية تتضمن انتخابات وآلية لضمان نزاهة هذه الانتخابات. يعمل الروس والصينيون والإيرانيون على هذا الاحتمال، وتأمل طهران بضم أنقرة إلى هذا الاحتمال.

«القاعدة» اختراع أميركي؟

لكن هناك احتمالا آخر لا يقل خطورة. يقال إن أميركا ربما تغض الطرف عن السلفيين و«القاعدة» لتسريع خطوات إسقاط النظام. يقال إن تنسيقا دقيقا يجري مع أطراف سورية، بما فيها السلفيون، بغية زيادة التسلح وتوسيع رقعة التفجيرات والاغتيالات. ثمة من يشير إلى وساطة قطرية، خصوصا بعد أن سعت الدوحة لجمع طالبان ومسؤولين أميركيين على أرضها. بعض الصحف البريطانية أشار إلى احتمال هذا التفاهم بين «القاعدة» في سوريا والولايات المتحدة. يقال الكثير لكن الحقيقة واحدة... باتت سوريا مسرحاً لقتال من نوع آخر، وثمة أطراف كثيرة باتت تشارك في لعبة الدم.

أما العرب الضائعون كالمعتاد في أتون التوازنات الإقليمية والدولية، فيجاهدون لجمع المعارضة بغية مساعدتها سياسيا وعسكريا. هكذا أعلنوا قبل فترة، أي قبل أن يؤكد المسؤولون الأميركيون عدم الرغبة في تسليح المعارضة. مؤتمر «أصدقاء سوريا» المنوي عقده في تونس في 24 شباط الحالي سيكشف جزءاً من حقيقة الموقف الأميركي لجهة رفض التسلح أو دعمه تحت الطاولة. لكن ثمة من يشير إلى أن الأمور تتكامل، وأن الهدف الأميركي والخليجي في الوقت الراهن هو إسقاط الأسد.

الضغوط الأميركية على العرب مستمرة للضغط على سوريا وإيران. وضغوط الحرب الدائرة على الأرض السورية تزيد في التشرذم العربي بشأن أزمة سوريا. تستدعي مصر سفيرها من دمشق. توجه المملكة المغربية بعد تونس دعوة رسمية للمعارضة. تتولى السعودية مباشرة ما كانت قد أوكلته لقطر في فترة ما بشأن سوريا. يتحرك السلفيون في الأردن، لا يوقفهم سوى التنسيق الأمني الدقيق بين الأجهزة السورية والأردنية، تماماً كالتنسيق المستمر مع العراق وتركيا ولبنان. ينجح كل هؤلاء في منع دمشق من حضور القمة العربية في العراق.

ما هي الاحتمالات

الخلاف الأميركي ـ الروسي الفعلي يتمحور الآن فعلياً حول الرئيس السوري وليس حول النظام. هل يقبل باراك أوباما ونيكولا ساركوزي وغيرهما ببقاء الرئيس إذا كان ذلك يضمن ضرب «القاعدة» والسلفيين ويسمح بوصول المعارضة إلى جزء من السلطة، أم يستمرون بالعمل لتطبيق نموذج الحل اليمني؟

بانتظار الجواب، تسعى القيادة السورية لتسريع خطوات الحسم العسكري، بينما يسعى المسلحون للالتفاف على الحسم بتفجيرات واغتيالات قد تكثر في المدن، وتحديداً في دمشق وحلب بغية تعميم الفوضى وإحراج النظام. انتقلت الأزمة السورية من مجرد مطالبة بالإصلاح إلى أتون السلاح والمذهبية وصراع الكبار إقليمياً ودولياً، ولا شيء يوحي بانتهائها قريبا ما دام الملف الإيراني لا يزال هو الآخر جوهر الصراع وجوهر التسويات لو حصلت.

لا شيء سينقذ سوريا سوى طاولة حوار جدية تؤدي إلى تنفيذ إصلاحات جوهرية يرعاها الروس والصينيون وتشارك فيها إيران وتركيا، وتحظى بغطاء غربي غير معلن بغية إنقاذ ماء وجه الجميع. ما لم يحصل ذلك فإن الوضع في سوريا مرشح لمزيد